اثر الخلاف بين الزوجين

بدون شك إننا لا نستطيع طوال العمر أن نكون في حال توافق مع شريك العمر

حيث لابد أن نختلف لان الله خلق لكل واحد منا عقلاً يتدبر به من رؤية وأسلوب

حياة مختلفين ولكن لتلاشي تلك الخلافات لابد من الوصول إلى حلول وسط تكون

معبرا نسير فيه في دروب الحياة المليئة بالمتناقضات.

إن اختلاف الآباء والأمهات يثير في النفس الرغبة في الصمت لما لذلك من وقع

مؤلم على الأولاد وممكن أن تكون خلافات بسيطة يسهل على الزوجين حلها ولكن

حينما يتدخل طرف آخر فربما تزيد المشكلة وتتسع الفجوة وينقلب ذلك إلى ما لا

تحمد عقباه.

ومن المتعارف عليه أن الطفل الذي ينشأ في ظل والدين تشوب حياتهما المشاحنات

والخلافات المتكررة تكون تربيته ناقصة لا تسمح له بمواجهة الحياة لان أمان الطفل

يحتاج دائماً إلى تماسك العلاقة بين الزوجين.

وكل ذلك يطرح علينا سؤلاً هو:

هل يجب إخفاء الخلاف الذي ينشأ بين الزوجين في حالة وجود طفل؟

في الحقيقة إن تأجيل المناقشة والسيطرة على حالة الغضب كل ذلك يريح الطفل

والأفضل أن توقف المشاحنات وإفهام الطفل أن هذا خلاف عابر وان الحب بينهما

أقوى والاحترام موجود وعندما تكون قدرة الوالدين على حل الخلافات بطريقة سريعة

فان الأطفال لا يشعرون بأي ألم لتلك المشاكل التي حدثت فالكل يعرف أن الخلاف

بين الزوجين شيء طبيعي ولكن يجب أن نتحكم في مشاعرنا أثناء الخلاف وألا نعكس

ذلك على الطفل .

ولكن نجد أن بعض الزوجات ينظرن إلى الأولاد بأنهم هم الذين يربطوهن بالأزواج

وهذا يسمى حالات الطلاق العاطفي أي أن ينفصل كل من الزوجين نفسياً عن الآخر

وهذه الحالات تسبب الإزعاج الشديد للطفل ومن ذلك تجعله يكره الحياة ويشعر

ويعاني من الوحدة والانعزالية وانه ثقيل على الوالدين وانه القضية التي تقف في طريق

الافتراق.

فلابد لنا أن نعرف أن الحب كفيل بحسم الكثير من الخلافات وانه عندما ينطفئ الحب من البيت

فان الخلافات تصبح وقعاً لابد منه.

إن المرونة مطلوبة لان الحياة لا بد أن تسير وان يكتنفها الحب والحنان والدفء من اجل أسرة

سعيدة يحلم بها كل فرد.

إن الاختيار الصحيح هو معيار النجاح وتكوين أسرة موفقة لا يشوبها أي شائبة.