يرتبط الهاشميون بالقدس برباط ديني وتاريخي وروحي ، وتمثل مكانة مرموقة في نفوسهم ووجدانهم ، واولوية في فكر وعمل الملك عبدالله الثاني ، الذي يشكل انقاذ المدينة المقدسة من براثن الاحتلال هاجسه الاول ، ومن هنا فجلاء الاحتلال عن المدينة ، يتقدم سلم اولوياته ، ويتصدر محادثاته مع كافة قادة العالم ، فمن القدس يبدأ السلام ، ومن القدس تشتعل شرارة الحرب ، فهي رحى العملية السلمية ومحورها الرئيس ، واي انتهاك او مساس بالمدينة المقدسة ، وبالمسجد الاقصى ، يشكل خطا احمر ، لدى قائد الوطن والاردنيين عموما ، وذلك لما تمثله من مكانة مقدسة في العقيدة الاسلامية ، فهي ثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى ومعراج الرسول صلى الله عليه وسلم ، للسموات العلى.
ومن هنا ، تجيء تأكيدات جلالة الملك ، وهو يستقبل عددا من ابناء القدس المحتلة ، بانه يضع كل امكانات الاردن تحت تصرفهم ، من اجل حماية المدينة ، وحماية مقدساتها ، وانقاذها من الاحتلال البغيض ، الذي يعمل على تغيير معالمها العربية والاسلامية ، منتهكا كافة القوانين والشرائع الدولية ، من خلال الاستيطان ، التهويد وممارسات التطهير العرقي ، المتثملة في هدم المنازل ، ومصادرة هويات العرب المقدسيين ، وفق نهج صهيوني خبيث ، يقوم على تهويد المدينة ، وتفريغها من سكانها العرب ، وتحويلها الى مدينة توراتية.
ان جلالة الملك ، وهو يعلن امام الاهل والاشقاء ، بان الاردن مستمر في دعم القدس ، واهل القدس ، لتثبيتهم في وطنهم ، وتعزيز صمودهم ، فانه يعمل وباصرار على افشال المشروع الصهيوني الاستئصالي ، القائم على نفي الشعب الفلسطيني ، واعتبار القدس الموحدة العاصمة الابدية لاسرائيل.
وفي هذا الصدد ، فلا بد من التأكيد على جهود جلالة الملك في المحافل الدولية ، حيث يصر على دعم الشعب الفلسطيني الشقيق ، وحقه في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف ، الى جانب استمرار التنسيق والتعاون مع السلطة الفلسطينية لدعم المفاوض الفلسطيني.
ان الاعمار الهاشمي للمسجد الاقصى المبارك ، وقبة الصخرة المشرفة يقف شاهدا على دعم الهاشميين للقدس والمقدسات ، وحرصهم على انقاذها من الاحتلال ، وصيانة الاقصى وترميمه ، ليبقى شوكة في حلق المحتلين.
وجاءت مبادرة جلالة الملكة رانيا العبدالله برعاية مدارس القدس تحت عنوان (مدرستي فلسطين) لتؤكد ايضا ان قيادة هذا الحمى العربي ، تعمل وبكل ما تستطيع لتثبيت الاهل في وطنهم ، وتعزيز صمودهم ، لافشال المؤامرة الصهيونية التي تعمل على اجتثاثهم من وطنهم وارضهم.
مجمل القول.
تجيء مبادرة جلالة الملك ، الالتقاء بعدد من اهالي القدس ، وفي هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ المدينة ، لتؤكد استمرار دعم الاردن للاشقاء في القدس لتعزيز صمودهم ، والاستمرار في توظيف كافة امكانات هذا الحمى العربي الديبلوماسية والمادية ، للحفاظ على القدس والاقصى ، وحمايتهما من التهويد ، وانقاذهما من براثن الاحتلال ، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، على التراب الوطني الفلسطيني.
والله غالب على أمره.