رأينــــا * عمل مشين ومدان ومعزول _ صحيفة الراي

الادانة الشديدة التي عبر عنها الأردن لدعوة قس اميركي مهووس ومتطرف احراق نسخ من القرآن الكريم، تعكس الغضب الذي يستبد بنا شعباً وحكومة وقيادة ازاء هذه الدعوة المشينة وغير الأخلاقية التي تشكلها دعوة كهذه وبكل ما تمثله من خرق لمبادئ العدالة والمثل والقيم الدينية والانسانية التي توافقت عليها البشرية جمعاء.

من هنا، يمكن القول في ضوء موجة الادانات والاستنكارات العارمة التي عمّت العالم أجمع من دول وساسة ورجال دين وفعاليات ومؤسسات مجتمع مدني، تزيد من الثقة والقناعة ان هذا العمل الآثم معزول وأن مواجهته يجب ان تتم بطرق هادئة وحضارية بعيداً عن التطرف او القيام بأعمال يمكن ان تساعد هذا القس المهووس واتباعه الذين لا يزيدون على ثلاثين شخصاً المبرر والتسويغ.

إن عزل عمل هذا القس الذي حظي ما ينوي عمله بازدراء واحتقار على مستوى العالم أجمع يجب ان ينسجم مع مبادئ وجوهر رسالة الاسلام السمحة الى العالم أجمع وهو ما مثلته على الدوام رسالة عمان التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني في رمضان العام 2004 والتي باتت بوصلة ومنارة يهتدي بها رهط المؤمنين بالاسلام رسالة وديناً وحضارة وهدى للعالم في مواجهتهم لقوى التطرف ومحاولات خطف الاسلام والاساءة اليه عبر القيام باعمال نكراء تمنح الرياح لأشرعة المتطرفين الذين يريدون المضي في غيهم ومزاعمهم حول ان الاسلام دين يحض على العنف والقتل والتطرف وهم يعلمون قبل غيرهم ان الاسلام دين العدل والتسامح والحوار الرافض للعنف والفرقة والذي يدعو الى تكريس نهج انساني يجمع ولا يفرق ويدعو للالتقاء عند الجوامع وما يأتي بالخير للبشرية.

إن تذّرع هذا القس المتغطرس والمشبوه والذي لا يمكن ان تكون دوافعه دينية بقدر ما هي مكرسة لاغراض سياسية مستندة الى ترهات ومزاعم ذات اجندات سياسية، بأنه سيقوم بهذا العمل المشين لتذكير العالم بما ارتكبه «المسلمون» في 11 أيلول 2001، انما يضع على المسلمين اجمعين مسؤوليات جساماً ليس فقط في فضح وتعرية هذه المزاعم والأراجيف التي تريد تحميل الاسلام والمسلمين مسؤولية جريمة قام بها متطرفون مشبوهون باسم الاسلام ولم يكن احد في العالم اشد ادانة وشجباً لجريمة البرجين سوى المسلمين انفسهم زد على ذلك ان الزج بالاسلام في مثل هذا العمل انما يراد منه تكريس الحقد والكراهية بين اتباع الاديان السماوية السمحة وهي مؤامرة يجب احباطها وعدم السماح لمثل هذا القس الاخرق بأن يكتب جدول اعمال البشرية عبر الدعوة الى التسامح والحوار وادانة الاعمال المشينة هذه دون الاتيان بأعمال او تصرفات أو تصريحات يمكن ان يتغذى عليها هذا القس المخبول ومن يقف خلفه من جهات مشبوهة لا يمكن إلا ان تكشف ذات يوم.